
[ مُـتَــلَثِمَـــة بِالــوَطَنْ .. لثام يغطي الوجه , فيأخذ شكله ويصبغ الوجه بنسيجه ..
( اللص أيضا يرتدي اللثام ) .. هكذا يُقال . و أنا لصة محترفة وقنوعة , تحاول الوصول لجزء مما سُلب منها , لكن ولسوء حظ قدري أن القانون حينما بدأ بالمحاكمة اهمل التسلسل التاريخي أخذ جزء منه وترك البقية , بدأ يحاكم بعد منتصف القرن العشرين , أهمل تركتي وحقي باسعادتها وتذكر فقط باني احاول " عبثا " نيل مُلكٍ لم يقدر لي أو بالأحرى ( نيل بلد سلب مني حق العيش فيه بكرامة ) .
( الملثم جبان يحاول اخفاء حقيقته تحت لثام ) .. لكن ماذا لو كان اللثام هو ذنب وخطيئة بنظر الآخرين , أليس الأفضل نزعه وخفاءه خلف المدى ؟! برأيي أن من يفعل هذا فقد دفن نفسه بين ذرات غبار صغيرة , لن تخفي سوءته عن نفسه .
ليس هذا ( حب أعمى تعصبي ) فالملثم قد يتنفس هواء عبر انسجة لثامه , ولن يشتم رائحة الا رائحة لثامه , لكنه يستطيع رؤية ما يريد بعيون ثاقبة كعيون الصقر , لذا فالحكم لن يتأثر بلثامه , بل سيرد الى العقل بالنهاية .. لذا فهذا الحب الوحيد الذي جمع ما بين حكمة العقل وثورة العاطفة , وهو حب خالد لن يندثر أبدا .
ولهذا فقط اخترت أن يكون لثامي هو الوطن .. وهذا لا يُعبر فقط عن حقيقة الانتماء ..
حينَما تُشْرقُ الشَمسُ فِي صباح يوم شتوى معانقةً الأرض واعشابها كاسيةً اياها بنسيج شفيفٍ دافئ , تولد في تلك اللحظة الكثير من الأشياء والمَعانِي , تُولَد الحَياة بِصمتٍ صاخب . 





