الأحد، 15 فبراير 2009

أزهار اللوز , الطبيعة برائحة الوطن

حينَما تُشْرقُ الشَمسُ فِي صباح يوم شتوى معانقةً الأرض واعشابها كاسيةً اياها بنسيج شفيفٍ دافئ , تولد في تلك اللحظة الكثير من الأشياء والمَعانِي , تُولَد الحَياة بِصمتٍ صاخب .

لو نَظرْنا للحياة , منْ خِلالِ لحظةٍ عشوائية منْ تفكِيرنا , سَنرَى بأَنها كئيبة , بشعة , لا تَستحق العيشَ فيها . ونُسقط هذا الاعْتبار علي الكَون بأَكمله , معْ أنه لو كَانَ كذلك ما كانَ أحد ليعيشَ فيه . لكنْنَا كالعادة نُعمم صُورة متشائمة وكئِيبة عَلي نِظام كَامل .
برأيي أنَ الكونْ نظام متكاملْ , يُوجد بِه ما لا يَروق أذواقنا , لكنْ بنفس الوقت يوجد به أشيْاء ( قد تكون جزيئات أحيَاناً ) تُساعدنا دونما احساسٍ منّا , على أَنْ تَبْقى علاقَتَنا متوازنة مع هذا النِظامْ الذي نَشكِلُ أحد أجزائه .
كما يُوجد بالمجْتمع البشري أَشْخاص مخلصين نافعين ( نسبيا ) لهذا المجتمع , يُوجد أشْخاص آخرون علي النقيض تماماً . وهذا ايضا حال الكون , فالطبيعة مثلاً تحمل الينا النكبات والكوارث كالبراكين والزلازل وغيرها , لكنها تعطينَا كنُوزْ أخرى كثيرة ( مادية ومعنوية ) ولأننا مجتمعات مادِية نلتَفتْ الى المادة ( سواءَ كانت ضرر أو فائدة ) ونتجاهل الجانب الآخرْ المؤَثر علي الانسان كجسد وروح , وهو الجانب المعنوي , الى أن أطيح من حسابات الكثيرين بالاطلاق .
أحَد النِعم التي حبانا ايَاها الله هذه الطبيعة , التي منحتنا سبباً للشعور بالجمال , في جزيئاتها التي تتكاثف بطريقة غامضة لتمنحنا هذا الشعور الذي يتغاضى أو ينشغلْ عنه الكثيرون بسببْ مشاكل الحياة ومشاغلها , مع أنَّ هذه الأَسبابْ لا يمكن أنْ تُلغى علاقة الجزءْ بالكلْ . فالطبيعة مليئة بالجمال ومفرداته , وقد تكون مهمتنا أنْ نَبحث عن هذه المفردات لنشعر بجمالها , كالبحث بمفردات قصيدة أو بايجاد علاقة بين جزيئات لوحة فنية .

لو نظرنا بتفاءل للطبيعة ( علي الأقل ) سنجد الكثير من آيات الجمال , لكن التقاطها ووفهمها وترجمتها يحتاج لحس فني وهو موجود لدى الجميع , فهو احدى نعم الله سبحانه وتعالى علي عباده .

التقطت هذه الصور باحدى الحدائق ( لزهر شجر اللوز ) , أحببت عرضها هنا كأول كتابة لي بهذه المدونة . وقد التقطت بتاريخ 14.2.2009 بغزة .