الخميس، 30 يوليو 2009

هل الحاجة هي أصل الشرّ أم انه الطمع ؟!




كثيرا ما نحكم بان الفقير المسكين , ذو الملابس الرثة والمعدة الخاوية , هو بائس لص بحكم وضعه , حتى لو لم يقدم علي أي سرقة بحياته .
وبنفس الوقت , نتصور بان الشخص المترف , هو شخص يمتاز بالعفة , والامانة , حتى لو نهب الملايين أمام انظارنا .

تبدأ أكثر القصص الدرامية , حول اشخاص وُجدوا فقراء من كل شيئ حتى من عائلة ترعاهم . هم ليسوا مذنبين لانهم ولدوا بهذه الطريقة , وليسوا مذنبين أيضا بانهم كانوا فقراء عاجزين عن تحصيل قوت يومهم .

لكن , لماذا يعتبر أفراد المجتمع الآخرين , بان هؤلاء , خُلقوا فقط لنشر الفوضى والجريمة بينهم ؟
لماذا يحاولون ويعملون شيئا فشيئا علي تجريدهم من أحساسيهم , بكيل التهم والشتائم لهم , لانهم فقط اقل منهم _ كما يعتقدون _ أليس مجتمعنا الاسلامي هو الأقدر علي كفالة هؤلاء الناس ؟! ام ان مجرد وجودهم دليل وبرهان علي ان _ الاسلامي _ هي صفة كبيرة جدا , خاصة بمجتمعاتنا التي بالكاد تحتفظ بالانسانية .


لما للمجتمع صورتان , واحدة نباهي بها الآخرين بالخارج , وأخرى سوداوية بالداخل , كلا الصورتان واقعيتان , لكن نحن دائما نحاول تضخيم الخارجية علي حساب الداخلية .
قبل فترة قُتلت مروة الشربيني رحمّها الله , بعد ان طعنها متطرف الماني عدة طعنات بقاعة المحكمة , خرجت مظاهرات منددة بالفعل الرهيب , بمصر وبغيرها من الدول , تطالب بادانة القاتل الارهابي , والبعض نادى بمقاضاة المانيا علي هذا الفعل . طبعا الوضع الطبيعي ان يُحاكم القاتل علي جريمته , ولا أحد يعترض علي ذلك . هذه الحادثة , تعطي مثل للمجتمعات الاسلامية , بالنسبة للمجتمعات الاخرى ممن لم تتصف بصفة الاسلام .
قصة اخرى , حدثت بمصر ذاتها , امرأة كانت حامل بتوأم , تعلقت بهما قبل ان يولدا , لدرجة ان سميتهما , اقترب موعد الوضع , المشكلة لا يوجد اي مشفى رضي علي استقبالها , لأنها فقيرة ولا تملك النقود , لكي تدفع تكاليف الرعاية الصحية . لم تنتهي القصة الى هذا الحد , لا يخى علي احد ان مجتمعاتنا لديها غرام الظهور بمظهر التحضر , لذا نرى الملايين من البرامج التلفازية تتابع حال المواطن التعس , وتحاول بصدق نية ان تساعده . لذا اتصلت المرأة علي احد هذه البرامج , فرد عليها احد المذيعين قائلا لها : النهار ده رياضة . وكأن نيل لقب رياضي _ مستحيل _ مهم جدا , والمرأة وطفليها فليذهبوا الى احضان الجحيم !
أكملت المرأة القصة , وقالت بالنهاية مات الطفلين , قبل ان يريا النور .

المجتمع ذاته , يموت بين يديه المئات من الفقر والجهل والفوضى , ولا يحرك ساكنا , لانهم هم المسؤولين علي ذلك , لكن لو مات فرد منهم خارج المجتمع , سيثور ويحتج .

لا أدري ان كانت مجتمعاتنا حزنت علي مروى لانها مسلمة قُتلت بطريقة بشعة , ام حزنت لان ذلك المتطرف نال من رمز ديني , يمس الكرامة فقط ؟! لكن ان كان الموضوع بهذه الكيفية , لما لا نرى المسلمين يحزنون لما يحدث بالمسجد الاقصى ؟! اليس الاقصى رمز ديني , ام تم تجريده حتى من هذه الصفة أيضا ؟!

الأحد، 26 يوليو 2009

مقتطفات من كتاب " الجبل الخامس " للكاتب باولو كويلو


كل المآسي يمكننا اكتشاف أسبابها , ويمكننا أن نلقي التهم علي الآخرين , أو أن نتخيل كم ستكون حياتنا مختلفة لولا حصولها , لكن لا أهمية لذلك كله . حصلت الكارثة وكفى , علينا أن ننسى الخوف الذي اثارته ونباشر في اعادة البناء .

ان المحارب يتقبل الهزيمة , ولا يتعاطى معها كحدث تافه . كذلك لا يسعى ايضا لتحويلها نصراُ . ان ألم الخسارة يجعله مريرا , وهو يعاني الجفاف والوحدة واليأس . لكنه يتخطى ذلك كله , يلعق جراحه , ويعود للانطلاق من جديد , والمحارب يعرف أن الحرب مصنوعة من عدة معارك , وهو يسير قدما الى الأمام .

ان الطفل يستطيع دوما تعليم الناضجين ثلاثة أشياء , هي : الاحساس بالسعادة دون سبب , والانشغال بشيئ ما , ومعرفة أن يطلب بكل قواه ما يرغب فيه .

عندما نفقد الأمل , يجب الا نبدد طاقتنا في محاربة المستحيل



باولو كويلو

رقصة البجع الأخيرةْ !


الآن , إذ تصحو , تَذَكَّرْ رَقْصَةَ البَجَعِ
الأخيرةَ . هل رَقَصْتَ مَعَ الملائكةِ الصغارِ
وأَنت تحلُمُ ؟ هل أَضاءتك الفراشةُ عندما
احترقَتْ بضوء الوردة الأبديِّ ؟ هل
ظهرتْ لك العنقاءُ واضحةً ... وهل نادتك
باسمك ؟ هل رأيتَ الفجرَ يطلع من
أَصابع مَنْ تُحبُّ ؟ وهل لَمَسْتَ الحُلْم
باليدِ , أم تَرَكْتَ الحُلْمَ يحلُمُ وحْدَهُ ,
حين انتبهتَ إلى غيابكَ بَغْتَةً ؟
ما هكذا يُخْلي المنامَ الحالمونَ ,
فإنهم يتوهجون ,
ويكملون حياتهم في الحُلْمِ ...
قل لي : كيف كنت تعيش حُلْمَك
في مكانٍ ما , أَقلْ لك مَنْ تكونْ
والآن , إذ تصحو , تذكَّرْ :
هل أسأت إلى منامك ؟
إن أسأت , إذاً تذكّرْ
رقصة البجع الأخيرةْ !
محمود درويش

My Music Library